انفصام الشخصية هو اضطراب نفسي يتسم بفقدان الاتصال بالواقع والهوية الذاتية، حيث يعاني الشخص المصاب من فقدان الذاكرة لفترات زمنية معينة والشعور بوجود أشخاص آخرين داخله أو الاعتقاد بوجود أصوات تحكم حياته. يُعتبر انفصام الشخصية حالة خطيرة تتطلب عناية ومتابعة طبية متخصصة. في هذا المقال، سنستعرض الأعراض الرئيسية لانفصام الشخصية ونقدم نصائح للتعامل معها بفعالية.
أعراض انفصام الشخصية:
1-تجربة التشتت الهوياتي (الانفصالية):
يمكن أن يعيش المصاب بانفصام الشخصية تجارب تشتت في الهوية الذاتية، حيث يشعر بوجود شخصيات متعددة داخله. يمكن لهذه الشخصيات أن تتفاعل مع بعضها البعض بطرق مختلفة وتتحكم في سلوك المريض.
2-فقدان الذاكرة والوعي:
يعاني المصاب بانفصام الشخصية من فترات من الفقدان الجزئي أو الكلي للذاكرة، حيث يفقد الوعي بأحداث معينة أو فترات زمنية. قد يعيش المريض هذه الفترات بدون تذكر ما حدث خلالها بشكل صحيح أو بشكل متكامل.
3-الهلوسات والأوهام:
قد يعاني المصاب بانفصام الشخصية من الهلوسات والأوهام، حيث يشعر بوجود أشخاص أو أصوات غير موجودة في الواقع. يمكن لهذه الهلوسات أن تكون جزءًا من الانفصام الشخصي وتؤثر على سلوك المريض وتفكيره بشكل سلبي.
4-اضطرابات العاطفة والمزاج:
يمكن للمصاب بانفصام الشخصية أن يعاني من تقلبات شديدة في المزاج والعواطف، حيث يمكن أن يتغير من السعادة إلى الحزن بشكل مفاجئ. يصاحب ذلك تغيرات في السلوك العاطفي، مثل الانفعالات الشديدة والتفاعلات غير المتوقعة مع الآخرين.
5-الشعور بالتغييرات الجسدية والروحانية:
يمكن للمريض بانفصام الشخصية أن يشعر بالتغيرات الجسدية والروحانية، مثل الشعور بالخفة أو الثقل، أو الشعور بالفقدان الروحي أو الحيوية. يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على قدرة المريض على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
https://www.youtube.com/watch?v=rZCDeSXNLFk
6-التغيرات في السلوك والأداء الوظيفي:
قد يظهر المصاب بانفصام الشخصية تغيرات في السلوك والأداء الوظيفي، مما يؤثر على قدرته على القيام بالمهام اليومية بفعالية. يمكن للانفصام الشخصي أن يؤدي إلى انعدام القدرة على التركيز والانخراط في الأنشطة الروتينية بشكل صحيح.
كيفية التعامل مع اعراض انفصام الشخصية:
1-بحث عن الدعم الطبي والنفسي:
يُعتبر الخطوة الأولى والأهم في التعامل مع انفصام الشخصية هو البحث عن الدعم الطبي والنفسي المناسب. يجب على المريض الاتصال بالأطباء النفسيين المتخصصين والمعالجين النفسيين للحصول على التقييم والعلاج اللازم.
2-الالتزام بالعلاج الدوائي والعلاج النفسي:
يعتمد العلاج الفعال لانفصام الشخصية على مزيج من العلاج الدوائي والعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الدوائي بمثبطات الذهان.
يجب على المريض الالتزام بتعليمات الأطباء وتناول الأدوية بانتظام والمشاركة في جلسات العلاج النفسي للحصول على أقصى استفادة من العلاج.
3-تعلم تقنيات إدارة الضغط والتوتر:
يمكن للمريض تعلم تقنيات إدارة الضغط والتوتر مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا للمساعدة في تهدئة العقل والجسم وتخفيف الأعراض.
من المهم تطبيق هذه التقنيات بانتظام كجزء من روتين العناية الذاتية للمريض.
4-الدعم الاجتماعي والعائلي:
يُشجع المريض على البحث عن الدعم الاجتماعي والعائلي من أصدقائه وأفراد عائلته للحصول على الدعم العاطفي والمساعدة اليومية.
يمكن للدعم الاجتماعي أن يلعب دورًا هامًا في تعزيز الشعور بالمساندة والتفاؤل وتحسين جودة حياة المريض.
5-تعلم مهارات إدارة العواطف والتفكير:
يمكن للمريض تعلم مهارات إدارة العواطف والتفكير الإيجابي للتعامل مع الأفكار والمشاعر السلبية التي قد تنشأ نتيجة للانفصام الشخصي.
يساعد التركيز على تحديد وتغيير الأنماط السلبية في التفكير على تحسين الشعور بالرفاهية والتحكم في الأعراض.
دور الدعم الاجتماعي في تحسين جودة حياة المصابين بانفصام الشخصية:
يعتبر الدعم الاجتماعي أحد العوامل الرئيسية التي يمكن أن تسهم في تحسين جودة حياة المصابين بانفصام الشخصية. من خلال الحصول على الدعم من أفراد العائلة، والأصدقاء، والمجتمع، يمكن للمريض أن يشعر بالمساندة والتفهم، مما يخفف من الشعور بالعزلة والوحدة التي قد تصاحب هذا الاضطراب النفسي.
وتتضمن أشكال الدعم الاجتماعي تقديم الدعم العاطفي والمعنوي، وكذلك توفير المساعدة العملية في التعامل مع المهام اليومية والضغوطات الحياتية. كما يمكن للدعم الاجتماعي أن يشمل المشاركة في الأنشطة المجتمعية والمجموعات الداعمة، مما يساعد في تعزيز الانتماء الاجتماعي والشعور بالتقدير والمساهمة.
بالتالي، يُشجع المصابون بانفصام الشخصية على البحث عن الدعم الاجتماعي والتفاعل مع مجتمعهم بشكل نشط، حيث يمكن أن يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في تحسين نوعية حياتهم وتعزيز شعورهم بالرفاهية النفسية.
متى ينتهي الاكتئاب ؟.. علامات مبشّرة وأثار واضحة!
ويمكن القول أنه تعتبر معالجة انفصام الشخصية عملية طويلة الأمد تتطلب الالتزام بالعلاج والدعم المستمر. من خلال الالتزام بالعلاج وتطبيق التقنيات الصحيحة لإدارة العواطف والتفكير، يمكن للمريض تحسين جودة حياته والتحكم بشكل أفضل في الأعراض.